سورة الأعراف - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأعراف)


        


{ويا آدم اسكن} سبق تفسيره في سورة البقرة.
{فوسوس لهما الشيطان} أَيْ: حدَّث لهما في أنفسهما {ليبدي لهما} هذه اللام لام العاقبة، وذلك أنَّ عاقبة تلك الوسوسة أدَّت إلى أن بدت لهما سوآتهما، يعني: فروجهما بتهافت اللَّباس عنهما، وهو قوله: {ما ووري} أَيْ: سُتر {عنهما من سوآتهما} {وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة} أَيْ: عن أكلها {إلاَّ أن تكونا} لا ها هنا مضمرة، أَيْ: إلاَّ أن لا تكونا {ملكين} يبقيان ولا يموتان، كما لا تموت الملائكة. يدلُّ على هذا المعنى قوله: {أو تكونا من الخالدين}.
{وقاسمهما} حلف لهما {إني لكما لمن الناصحين}.
{فدلاهما بغرور} غرَّهما باليمين، ومعنى دلاَّهما: جَرَّأَهُما على أكل الشَّجرة بما غرَّهما به من يمينه {فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما} تهافت لباسهما عنهما، فأبصر كلُّ واحدٍ منهما عورة صاحبه، فاستحييا {وطفقا يخصفان} أقبلا وجعلا يُرقِّعان الورق كهيئة الثَّوب ليستترا به {وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إنَّ الشيطان لكما عدو مبين}.
{قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننَّ من الخاسرين}.
{قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر} موضع قرار.


{فيها تحيون} الآية. ولمَّا ذكر عُريَّ آدم وحواء منَّ علينا بما خلق لنا من اللِّباس، فقال: {يا بني آدم قد أنزلنا عليكم} أَيْ: خلقنا لكم {لباساً يواري سوآتكم} يستر عوراتكم {وريشاً} أَيْ: مالاً، وما تتجمَّلون به من الثِّياب الحسنة {ولباس التقوى} أَيْ: ستر العورة لمَنْ يتَّقي الله فيواري عورته {ذلك خيرٌ} لصاحبه إذا أخذ به، أو خيرٌ من التَّعري، وذلك أنَّ جماعةً من المشركين كانوا يتعبَّدون بالتَّعريِّ وخلع الثَّياب في الطَّواف بالبيت. {وذلك من آيات الله} أَيْ: من فرائضه التي أوجبها بآياته. يعني: ستر العورة {لعلهم يذكرون} لكي يتَّعظوا.
{يا بني آدم لا يفتننَّكم الشيطان} لا يخدعنَّكم ولا يُضلنَّكم {كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما} أضاف النَّزع إليه- وإن لم يتولَّ ذلك-؛ لأنَّه كان بسببٍ منه {إنَّه يراكم هو وقبيله} يعني: ومَنْ كان من نسله {إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون} سلَّطناهم عليهم ليزيدوا في غيِّهم، كما قال: {إنَّا أرسلنا الشَّياطين على الكافرين...} الآية.


{وإذا فعلوا فاحشة} يعني: طوافهم بالبيت عارين.
{قل أمر ربي بالقسط} ردٌّ لقولهم: {والله أمرنا بها} والقسط: العدل {وأقيموا وجوهكم عند كلِّ مسجد} وجِّهوا وجوهكم حيث ما كنتم في الصَّلاة إلى الكعبة {وادعوه مخلصين له الدين} وحِّدوه ولا تشركوا به شيئاًَ. {كما بدأكم} في الخلق شيقيَّاً وسعيداً، فكذلك، {تعودون} سعداء وأشقياء، يدلُّ على صحَّة هذا المعنى قوله: {فريقاً هدى} أرشد إلى دينه، وهم أولياؤه {وفريقاً حقََّ عليهم الضلالة} أَضَلَّهُمْ، وهم أولياء الشَّياطين {إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون} ثمَّ أمرهم أن يلبسوا ثيابهم ولا يتعرَّوا، فقال: {يا بني آدم خذوا زينتكم} يعني: ما وارى العورة {عند كلِّ مسجد} لصلاةٍ أو طواف {وكلوا واشربوا} كان أهل الجاهليَّة لا يأكلون أيَّام حجِّهم إلاَّ قوتاً، ولا يأكلون دسماً. يُعظِّمون بذلك حجِّهم، فقال المسلمون: نحن أحقُّ أن نفعل، فأنزل الله تعالى: {وكلوا} يعني: اللَّحم والدَّسم {واشربوا} اللَّبن والماء وما أحلَّ لكم {ولا تسرفوا} بحظركم على أنفسكم ما قد أحللته لكم من اللَّحم والدَّسم {إنَّه لا يحب} مَنْ فعل ذلك، أَيْ: لا يُثيبه ولا يدخله الجنَّة.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8